أبو بكر الصديق (رضي الله عنه):
مولد و نشأة أبي بكر الصديق:
وُلد أبو بكر الصديق في مكة المكرمة عام خمسمئة وثلاث وسبعين للميلاد بعد مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنوات، وقد كان من أشراف مكة في الجاهلية، وكان محبوباً من الناس، ومعروفاً بصدقه بينهم، وكان عالماً بالأنساب وأخبار العرب، ولم يُعب أبداً في نسب أحد من العرب على خلاف غيره، وكان الصديق تاجراً، فقد ارتحل من أجل التجارة بين البلدان، وقيل إنّه حرّم الخمر على نفسه أيام الجاهلية كما لم يسجد لصنم في حياته.
إسلام أبي بكر الصديق:
كان أبو بكر الصديق كثير السفر والتنقل بين البلدان بحكم عمله كتاجر، وكان غير مُقتنع بعبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع بشيء، وكان دائم التفكر في هذا الكون الفسيح، وكثير التساؤلات حول جماله، وابداع خلقه، وكانت علاقة أبي بكر بالنبي قوية، وكان يُصدقه بجميع قوله، فعندما بُعث النبي دخل أبو بكر في دين الإسلام دون تردد أو خوف، وكان أول من آمن من الرجال، وقد فرح النبي فرحاً كبيراً لإسلام صاحبه.
ألقاب أبي بكر الصديق:
العتيق: لَقب النبي -صلى الله عليه وسلم- أبي بكر بالعتيق لعتق الله تعالى له من النار، وهناك من يقول إنّه لُقب بذلك لجمال وجهه، ولقدمه في فعل الخير. الصاحب: لُقب بذلك في القرآن الكريم، قال تعالى: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40]. الأتقى: لُقب بذلك في القرآن الكريم أيضاً، حيث كان أبو بكر يشتري العبيد المسلمين ثمّ يعتقهم. الأواه: لقب بذلك لكثرة خشيته من الله عز وجل.
وفاة أبي بكر الصديق:
أُصيب أبو بكر الصديق بالمرض في جمادى الآخرة عام ثلاثة عشر للهجرة، وبقي مريضاً لمدة خمسة عشر يوماً، ثمّ وافته المنية يوم الإثنين في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، وكان عمره ثلاث وستين سنة، وغسلته زوجته أسماء بنت عميس، وتم دفنه إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق