الصّداع:
يُعرّف الصداع (بالإنجليزية: Headache) على أنّه الألم الذي يحدث في أيّ منطقةٍ في الرأس، حيث قد يحدث في جهةٍ واحدةٍ من الرأس أو في الجهتين، وقد يكون محصوراً ومحدوداً في منطقةٍ معيّنة أو قد ينتشر في الرأس من منطقةٍ معيّنة، كما أنّه قد يحدث على شكل ألمٍ حادّ، أو على شكل خفقان (بالإنجليزية: Throbbing pain)، أو على شكل ألمٍ باهتٍ وخفيف مستمر (بالإنجليزية: Dull pain)، وقد يزيد ويتسارع بشكلٍ تدريجيّ أو ببطء، بالإضافة إلى أنّ حدوثه قد يستمر من فترةٍ بسيطة كساعةٍ أو أقل إلى عدّة أيّام.
العلاج المنزلي لصداع الرأس:
يستجيب صداع الرأس في أغلب حالاته إلى العلاج المنزليّ ولا يتطلّب زيارة الطبيب، إذ يجب البدء به في أسرع وقتٍ ممكن حيث إنّه غالباً ما يقلل حدّة الألم ومدته، كما أنّ العلاجات المنزليّة قد تساعد على إزالة الشعور بالأعراض الأُخرى كارتفاع الحرارة، والغثيان، والتقيّؤ، والقلق، وأوجاع العضلات، لكن من المهمّ مراقبة الأعراض لمراجعة الطبيب في الحالات التي يزيد فيها الشعور بالألم أو ظهور أعراض أُخرى وزيادة حدّة الأعراض أو تكرارها، لذا توجد بعض الممارسات المنزلية التي تساعد في بعض حالات الصداع الخفيفة التي لا تصاحبها أعراض أُخرى، ومنها ما يأتي:
_ الجلوس في مكانٍ هادئ ومُظلم، ومحاولة الاسترخاء.
_ استخدام ووضع الكمّادات الباردة على منطقة الجبين.
_ التوقف عن التدخين، وشرب الكحول، وتعاطي المواد المخدّرة.
علاج صداع الرأس حسب نوعه:
يوجد العديد من أنواع الصداع نذكر منها ما يأتي بالإضافة إلى كيفية علاجها:
صداع الحساسيّة:
(بالإنجليزية: Allergy Headache)، تظهر أعراضه على شكل صداعٍ شاملٍ بالإضافة إلى احتقانٍ في الأنف وتدميعٍ في العيون، حيث تحفّز المواد الموسميّة المُثيرة للحساسيّة حدوثه كحبوب اللّقاح والعفن، ولا تؤدي حساسيّة الأطعمة إلى زيادته، كما يتمّ علاجه عن طريق الأدوية المضادّة للهستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)، أو بخاخات الكورتيزون، بالإضافة إلى الحُقن المُزيلة للتحسس (بالإنجليزية: Desensitization injections).
صداع التوتر:
(بالإنجليزية: Tension-Type Headache)، تحدث أعراضه على شكل ألمٍ خفيفٍ وعادةً يحدث في جانبيّ الرأس، ويصاحبه شعورٌ بالضيق في فروة الرأس أو الرقبة، كما تبقى حدّته ثابتة المستوى ويتمّ علاجه عن طريق الراحة واستخدام كمّادات الثلج، بالإضافة إلى استخدام بعض المسكّنات مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ونابروكسين الصوديوم (بالإنجليزية: Naproxen sodium)، وقد يتمّ استخدام الكافيين مع هذه المسكّنات، بالإضافة إلى مرخيات العضلات، ومضادات الاكتئاب، وفي بعض الحالات قد يتم استخدام العلاج النفسيّ (بالإنجليزية: Psychotherapy).
صداع إرتفاع ضغط الدم:
(بالإنجليزية: Hypertension Headache)، تحدث أعراضه على شكل ألمٍ عامّ في الرأس، وتكون ذروته في الصباح ويتناقص خلال النهار، ويتمّ علاجه عن طريق إعطاء أدويةٍ مُخفّضةٍ للضغط.
صداع الجيوب الأنفية:
(بالإنجليزية: Sinus Headache)، تحدث أعراضه على هيئة ألمٍ مزعجٍ في منطقة الجيوب الأنفيّة، وتزداد حدّتها خلال اليوم، حيث يحدث هذا الألم نتيجةً لحدوث التهابٍ ويُصاحبه عادةً ارتفاعٌ في حرارة الجسم، وانسدادٌ في قنوات الجيوب الأنفيّة، وإعاقةٌ لعمليّة التصريف الطبيعيّ في الأنف، ويتمّ علاجه عن طريق إعطاء المضاداتٍ الحيويّةٍ، والأدوية المُزيلة للاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants)، وفي بعض الحالات يتمّ اللجوء للخيار الجراحي لتصريف الجيوب.
الصداع العنقوديّ:
(بالإنجليزية: Cluster Headache)، هو صداعٌ شديد الألم يحدث في المناطق المجاورة للعين ويتسبّب في إدماع العين، واحتقان الانف، وتوهّج في الوجه، ويحدث عادةً أثناء النوم ويمتدّ إلى عدة ساعات، وتحدث نوباته بشكلٍ يوميّ لمدّة أسابيع أو حتى أشهر، ثمّ تختفي الأعراض لمدة سنةٍ تقريباً، ومن الجدير بالذكر أنّ 80% من المُصابين به من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين عشرين إلى خمسين عاماً، ويتمّ علاجه بواسطة الأكسجين، واستخدام الأدوية المُخدّرة الموضعيّة عن طريق الأنف، ودواء الإرغوتامين (بالإنجليزية: Ergotamine)، والسوماتريبتان (بالإنجليزية: Sumatriptan).
صداع الجوع:
(بالإنجليزية: Hunger Headache)، تكون أعراضه على شكل هجماتٍ من الصداع قبل فترة تناول الوجبات، ويتسبّب في ذلك وجود شدّ في العضلات، أو انخفاض مستوى السكر في الدم، أو توسّع ارتداديّ في الأوعية الدمويّة، أو زيادة في النوم، أو نسيان تناول الوجبات. يتمّ علاجه والوقاية منه عن طريق الحفاظ على تناول وجباتٍ غذائيّة مُنتطمة تحتوي في مكوّناتها على كميّاتٍ كافية من البروتينات والنشويّات.
الصداع المرتبط بتمدد الأوعية الدمويّة:
قد يحدث ضعفٍ وانتفاخٍ شبيهٍ بالبالون في الأوعية الدمويّة (بالإنجليزية: Aneurysm)، والذي قد يتعرض للانفجار مسبباً حدوث سكتة دماغيّة، أو قد يتسرّب منه الدم ببطءٍ ويؤدّي إلى حدوث صداعٍ مُفاجئٍ غير مُحتمل، بالإضافة إلى الرؤيا المزدوجة، وتصلّبٍ في الرقبة، وفقدانٍ سريعٍ للوعي، ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض هذا الصداع تتشابه مع أعراض الصداع النصفيّ المتكرر والصداع العنقوديّ، وقد يزيد ارتفاع ضغط الدم الكبير من حدوثه، ويتمّ علاجه عن طريق إجراء عمليّة جراحيّة للأوعية المُتمدّدة في حال تم اكتشافها باكراً.
الصداع المرتبط بالتهاب المفاصل:
(بالإنجليزية: Arthritis Headache)، تحدث أعراضه على شكل ألمٍ في مؤخرة الرأس والرقبة، وتزيد حدّته مع الحركة، ويحدث نتيجةً لوجود التهابٍ في الأوعية الدمويّة في الرأس، أو بسبب تغيّراتٍ في تركيب العظم في منطقة الرقبة. يتمّ علاجه باستخدام الأدوية المُضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Anti-inflammatory drugs) أو الأدوية المرخّية للعضلات.
الصداع المرتبط بتوقف الكافيين:
(بالإنجليزية: Caffeine-Withdrawal Headaches)، تظهر أعراضه على شكل صداعٍ شبيه بالخفقان يُسبّبه توسع ارتدادي في الأوعية الدموية الذي يحدث بعد تناول كميّةٍ كبيرةٍ من الكافيين بعدّة أيّام، ويتمّ علاجه عن طريق توقّف تناول الكافيين في الحالات المُبالغ فيها.
الصداع المرتبط بإجهاد العين:
(بالإنجليزية: Eyestrain Headaches)، هو نوعٌ نادر الحدوث، حيث يسبب الألم في مقدمة الرأس وفي جهتيّ الرأس، ويرتبط وجوده بشكلٍ مباشرٍ مع إجهاد العين، ويتلخّص علاجه والوقاية منه في تصحيح البصر والرؤيا.
صداع الرأس المُزمن:
(بالإنجليزية: Chronic Daily Headaches)، ويُشير إلى مجموعة واسعة من أنواع الصداع التي تحدث لمدّة خمس عشرة يوماً في الشهر، ويتمّ تصنيفه حسب المدّة الزمنيّة للصدع إن كانت أقل أو أكثر من أربع ساعاتٍ، وهو ينشأ عادةً من أحد أنواع الشقيقة، وقد ينشأ أيضاً من الصداع العرضيّ الناتج عن التوتر، أو بسبب زيادة استخدام أنواع من الأدوية، ويتمّ علاجه بحسب نوعه والمُسبّب له، لكن من المهم الانتباه إلى الحدّ من استخدام المسّكنات.
موضوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق