هو نبي الله هارون بن عمران بن قاهث والأخ الأكبر لموسى عليه السلام، وهو من نسل ابراهيم عليه السلام، وقد ولد في السنة التي توقف فيها قتل الصبيان الذكور بأمرٍ من فرعون مصر، وقد نشأ وترّبى هارون عليه السلام بعيداً عن أخيه موسى الذى نشأ في أحضان القصر الفرعوني، وقد جعله موسى عليه السلام مؤيّداً وناصراً له في دعوة فرعون ومصر كلّها إلى الإيمان بالله تعالى، وقد قيل أنها أعظم منّة يُمتنّ بها أخ على أخيه.
قصة هارون عليه السلام:
بدأت دعوة هارون عليه السلام عندما كلّم الله أخاه موسى في الوداي المقدّس، فطلب موسى من الله عزّ وجل أن يجعل من أخيه هارون معيناً وناصراً له في الدعوة إلى الإيمان بالله الواحد الأحد، وذلك لأن هارون كان أفصح من أخيه موسى وأكثر بلاغة في الكلام والحديث، فاستجاب الله تعالى لطلبه. فأصبح هارون مساعداً ووزيراً لأخيه في دعوة فرعون وقومه إلى الإيمان، وبعد رفض فرعون للرسالة الإلهية التى أرسل الله بها موسى وهارون عليهما السلام ومطاردة فرعون وجنده لهما ومن آمن معهما وغرق آل فرعون في البحر استخلفه موسى عليه السلام على قومهما حين ذهب إلى لقاء الله عز وجل عند جبل الطور كما جاء في القرآن الكريم.
وبعد غياب موسى عليه السلام حصلت فتنة السامري وهي فتنة امتحن الله فيها بني إسرائيل حيث صنع لهم عجل من الذهب الخالص له خوار ( ومعنى الخوار هو صوت العجل ) وقد دعاهم إلى عبادته، متركوا عبادة الله تعالى وحده وامتثلوا لأمر العجل، فقام موسى بتأدية واجبه تجاه ربه وقومه ودعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة العجل، فلم يقبل قومه بترك عبادة العجل بل استكبروا وطغوا، وعندما عاد موسى ومعه الألواح ورأى ما بقومه من فتنة السامري غضب من أخيه هارون وذلك اعتقاداً منه أن هارون عليه السلام قصّر في توجيه قومه إلى الطريق الصحيح، ولكن عندما أخبره هارون بالأمر كلّه راق وقلّ غضبه، وقصة هارون كاملة واردة في القرآن الكريم والتوراة لمن أراد تفاصيل أخرى.
مواضع ذكر هارون عليه السلام في القرآن الكريم:
ذُكر هارون عليه السلام في القرآن الكريم عدّة مرات، ققد ذُكر اسمه مع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وذُ كر اسمه مع أخيه موسى عشرين مرة:
"وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ". "إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا". "وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ". "رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ". "وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ". "ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ". "يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا". "وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا". "هَارُونَ أَخِي". "فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ". "وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي". "قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا". "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ". "ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ". "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا". "وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ". "رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ". "أَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ". "وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ". "سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق