سعيد بن زيد:
قصة سعيد بن زيد:
كان سعيد بن زيد رضي الله عنه مستجاب الدعوة، فقد ادّعت عليه امرأة تدعى أروى بنت أويس مرّة أنه ظلمها واعتدى على ملكها، ورفعت فيه إلى مروان بن الحكم وهو والي المدينة حينها، فنفى سعيد ذلك عن نفسه، وأراد أن تظهر براءته من هذا الفعل أمام المسلمين، فدعا الله -عز وجل- وقال: (اللهُمّ إن كانت عليّ كاذبةً فاعمِ بصرها، واقتلها في أرضها، وأَظهِر لي نوراً مُبيناً للمسلمين)، فشاء الله -عز وجل- أن تموت تلك المرأة بوقوعها في حفرة في أرضها بينما هي تمشي، وأمّا موته -رضي الله عنه- فقد كان سنة واحد وخمسين للهجرة، وعمره حينها بضعة وسبعون عاماً، وقد توفّي في قصره بالعقيق، إلا أنّه حُمِل إلى المدينة ودُفِن فيها بعد أن صلّى عليه المسلمون في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فضل سعيد بن زيد:
ورد في فضل سعيد بن زيد أن معاوية أمر مروان بن الحكم بأخذ البيعة لابنه يزيد من أهل المدينة لولاية العهد، إلا أنه تريّث قليلاً في ذلك، فسأله بعضهم عن سبب تأخره فقال: (حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع؛ فإنّه سيد أهل البلد، وإذا بايع بايعوا)، وقد أوذي -رضي الله عنه- في سبيل الله إيذاءً كبيراً، منه ما وقع عليه من عذاب عمر بن الخطاب قبل إسلامه؛ حيث كان يوثّقه ويعذبه عذاباً كبيراً حتى يرجع عن إسلامه، وقد ولّاه أبو عبيدة بن الجراح نيابة دمشق بعد أن فتحها، أمّا عن مواقفه في ميادين القتال والجهاد فقد كانت حازمة مشرّفة، وقد أشار خالد بن الوليد يوم معركة اليرموك بأن يكون سعيد بن زيد في قلب صفوف المسلمين، فكانت له اليد البيضاء في تلك المعركة.
فضل الصحابة رضوان الله عليهم:
للصحابة رضوان الله عليهم أفضال كثيرة ومناقب عديدة، ووردت في ذلك أحاديث عديدة للرسول صلّى الله عليه وسلّم، منها ما يأتي: أخبر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن أفضل القرون بين الأمم أجمعين هو قرن الصحابة -رضوان الله عليهم- فقال: (خيرُ الناسِ قَرْنِي، ثُمَّ الثانِي، ثُم الثالِثُ، ثُمَّ يَجِيءُ قَومٌ لا خيرَ فِيهِمْ). الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا الواسطة بين الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأمته؛ فمن خلالهم نُقلت الشريعة الإسلامية إلى الأمة. الصحابة -رضوان الله عليهم- عملوا واجتهدوا كثيراً في نشر الإسلام، وتحقيق الفتوحات الكبيرة. الصحابة -رضي الله عنهم- سبب كبير في نشر الفضيلة بين المسلمين؛ من صدق وأخلاق وآداب، فقد توفرت هذه الخصال فيهم كما لم تتوفر في غيرهم، وقد امتدحهم الله -عز وجل- في القرآن الكريم، فقال: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، كما قال فيهم أيضاً: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا).





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق