آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الخميس، 13 فبراير 2020

ترجمة الصحابي الجليل عمرو بن العاص ( رضي الله عنه )



نتيجة بحث الصور عن عمرو بن العاص


  عمرو بن العاص:
   عمرو بن العاص (و. ح. 573 - ت. 6 يناير 664)، هو قائد عسكري عربي مسلم اشتهر لقيادته الجيوش الإسلامية لفتح مصر عام 640. عاصر النبي محمد، وكان أحد صحابته، بعد دخوله للإسلام في سنة 8 هـ. أسس الفسطاط وجعلها عاصمة لمصر، وبنى مسجد عمرو بن العاص الذي يعتبر أول مسجد في أفريقيا. وكان عمرو بن العاص داهية من دهاة العرب، وصاحب رأي و فكر، و فارساً من الفرسان, أرسلته قريش إلى الحبشة ليطلب من النجاشي تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فرارا من الكفّار وإعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشي ورده خائبا.

  نسبه:
   هو أبو عبد الله عمرو بن العاص بن وائل بن هشام، من بني سهم، ينتهي نسبه إلى كعب بن لؤي، من كنانة. فهو قرشي القبيلة، مكّي السكن، وكان بنو سهم في الجاهلية والإسلام يحتلون مكانة مرموقة، وكانت لهم سمعة حسنة؛ إذ كان الناس يحتكمون إليهم في خصوماتهم، كما كانت لهم الرئاسة على الأموال التي تأتي إلى آلهتهم.
   كان والده العاص بن وائل تاجراً غنياً، يُعد من سادات قريش وأصحاب الشرف والرفعة فيها، تولى القضاء في الجاهلية فنال احترام الناس وتقديرهم. أما أمه فهي سلمة ابنة الحرملة، كانت تلقب بالنابغة، وهي من عنزة، وكانت قد سبيت وبيعت في سوق عكاظ ثم بيعت ثانية وثالثة، واشتراها أخيراً العاص بن وائل فأولدها ابنه عمراً، فكان لعمرو إخوة عدة وأخت واحدة من أمه.

  إسلامه:
   عاد عمرو بن العاص إلى مكة ليبلغ قريشاً رفض النجاشي الاستجابة لطلبها بطرد المسلمين من بلاده، ثم أخذ يتتبع أخبار المسلمين في مكة والمدينة، ثم مضى إلى الرسول محمد ليسلم على يده، وكان برفقته خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، وذلك في السنة الثامنة للهجرة.
   وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص". قدّر النبي ما تميز به عمرو من ذكاء ومواهب وحسن رأي، فعقد له على سرية عرفت باسم سرية ذات السلاسل مؤلفة من ثلاثمئة رجل، وأرسله لإخضاع قضاعة، وتآلف أقارب أم والده لأنها كانت من قبيلة بَلِيّ وليدعوهم إلى الإسلام، ثم أمدّه الرسولr بمئتين من المهاجرين والأنصار، فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجرّاح، فلما وصل المدد رغب عمرو بن العاص في إمارة الجيش، فاستجاب أبو عبيدة لرغبته خوفاً من الفرقة وعملاً بتوجيهات الرسول له، ألاّ يختلف مع ابن العاص لئلاّ يؤدي ذلك إلى إضعاف المسلمين وانقسامهم، وعرفت هذه الحملة بذات السلاسل لأنها جرت عند ماء معروف بهذا الاسم.
   عاد عمرو إلى المدينة بعد أن حقق الهدف الذي أُرسل من أجله، وكان الرسول قد أرسله من قبل أيضاً في مئة من المسلمين إلى قبيلة هذيل لهدم صنمها المسمى سواع ثم كلفه الذهاب إلى عُمان لدعوة ولدي الجُلَنْدَى (جَيْفَر وعَبّاد) حاكمَي عُمان إلى الإسلام، وقد أقنع عمرو أصغر الأخوين باعتناق الإسلام واستعان به لإقناع أخيه الأكبر، فلما عرف الرسول بنجاح مهمته أوكل إليه جمع صدقات عُمان، فبقي في عمله نحو سنتين، ثم عاد إلى المدينة حين وفاة الرسول.

  الفتح الإسلامي لبلاد الشام:
   عقد الخليفة أبو بكر الصديق أربعة ألوية لأربعة من القادة لتحرير بلاد الشام من سلطة الروم، كان أحدهم عمرو بن العاص ووجهه لتحرير فلسطين، وكان الوالي الرومي والقائد العسكري عليها يدعى أرتيون Aretion؛ وقد دعاه العرب بأرطبون، وكان من القادة المشهود لهم بالجرأة والكفاءة، واتخذ من أجنادين مركزاً لقيادته وحشد وحدات كثيرة من الجند في كل من بيت المقدس والرملة وغزة.تخوف عمرو بن العاص من هذه الحشود الكبيرة، فكتب إلى الخليفة عمر حينئذٍ يستشيره بما يفعله، فأجابه الخليفة "لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب" هادفاً من وراء ذلك إلى رفع معنوياته ولتشجيعه. وبدأت المعركة بين الطرفين، ولم تكن القوى المسلمة مكافئة للقوى البيزنطية، ومع ذلك فقد استطاع عمرو وجيشه هزيمة الروم.
   شارك عمرو في معركة اليرموك، كان على ميمنة جيش العرب المسلمين، وأبدى بسالة وشجاعة في أثناء القتال مما زاد في شهرته واحترام الجند لقدراته. وعندما توجهت جيوش المسلمين لتحرير دمشق نزل عمرو بن العاص على باب الفراديس، فيما نزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي، وأبو عبيدة بن الجرّاح على باب الجابية.

  حروب الردة:
   مات الرسول وعمرو بعُمان، فأقبل حتى انتهى إلى البحرين فوجد المنذر بن ساوى في الموت، ثم خرج عنه إلى بلاد بني عامر فنزل بقُرَّة بن هبيرة وهو يقدم رِجلاً إلى الردة ويؤخر أخرى ومعه جيش من بني عامر، فأكرم قُرَّة مثواه، فلما أراد عمرو الرحلة خلا به قرة وقال: يا هذا، إن العرب لا تطيب لكم نفسًا بالإتاوة، فإن أعفيتموها من أخذ أموالها فتسمع لكم وتطيع، وإن أبيتم فلا تجتمع عليكم. فقال عمرو: أكفرت يا قرة؟ أتخوفنا بالعرب؟! فوالله لأُوطِئَنَّ عليك الخيل في حفش أمك. ومر بمسيلمة الكذاب فأعطاه الأمان، فقال له عمرو: "اعرض لي ما تقول". فذكر مسيلمة بعض كلامه، فقال عمرو: "والله إنك لتعلم إنك من الكاذبين" فتوعده مسيلمة.
   ولما وصل عمرو المدينة وعقد أبو بكر أحد عشر لواء لحرب أهل الردة، عقد لعمرو وأرسله إلى قضاعة، وكان قد حاربهم في حياة النبي في غزوة ذات السلاسل، وكانت قضاعة قد ارتدت بعد وفاة النبي، فلما أنفذ إليهم أبو بكر جيشًا بقيادة عمرو، سار عمرو بجيشه في الطريق الذي سلكه من قبل حتى وصل بلاد قضاعة، فأعمل السيف في رقابهم وغلبهم على أمرهم، فعادوا إلى الإسلام، وعاد هو إلى المدينة حاملاً لواء النصر.

  عزله و الرجوع إلى مكة:
   عاد عمرو بن العاص بعد عزله إلى مكة، ولم يكن على وفاق مع الخليفة عثمان، بالرغم من نصيحته له أن يتبع بالسير في أمور الدولة نهج سابقيه عمر وأبي بكر.

  وفاته:
   حين حضرته الوفاة، ومرض مرض الموت، فدخل عليه ابنه عبد الله، فوجده يبكي، فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله صلى الله عليه و سلم بكذا؟ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه و سلم بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال: أني كنت على أطباق ثلاث (أحوال ثلاث)، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار. فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: "مالك يا عمرو؟" قال: قلت: أردت أن أشترط. قال: "تشترط بماذا؟" قلت: أن يغفر لي، قال: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟"، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة. ثم ولينا أشياء ما أدرى ما حالي فيها، فإذا أنا مت، فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور (الوقت الذي تذبح فيه ناقة)، ويقسم لحمها؛ حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي).
   ودفن عمرو بن العاص في سفح جبل المقطم، وكانت آخر كلماته:
«اللهم أنك أمرتني فلم أأتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت»

  المعرفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات