آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الأربعاء، 12 فبراير 2020

ترجمة الصحابي الجليل خالد بن الوليد ( رضي الله عنه )



نتيجة بحث الصور عن خالد بن الوليد


  خالد بن الوليد:
   خالد بن الوليد شهرته سيف الله المسلول (و. 592 - ت. 642)، هو أحد صحابة النبي محمد اشتهر بتكتيكاته ودهائه العسكري، كان قائداً للجيش الإسلامي في عهد الرسول وفي عهده خلفاءه الراشدين؛ أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب. تحت قيادته العسكرية، أصبحت الجزيرة العربية، لأول مرة في تاريخها، في كيان سياسي منفرد، الخلافة. انتصر خالد بن الوليد في مئات المعارك، ضد قوات الإمبراطورية البيزنطية-الرومانية، الإمبراطورية الساسانية الفارسية، وحلفائهم، بالإضافة إلى القبائل العربية الأخرى. تضمنت انتصاراته العسكرية فتح شبه الجزيرة العربية، فارس وسوريا وبلاد الشام، من عام 632 حتى 636. واشتهر بن الوليد أيضاً لانتصاراته في معركة اليمامة، أليس، والفراض، والولجة ومعركة اليرموك.

  نسبه:
   هو أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة، ينتهي نسبه إلى مرة بن كعب بن لؤي الجد السابع للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
   وأمه هي لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وقد ذكر ابن عساكر – في تاريخه – أنه كان قريبًا من سن عمر بن الخطاب. وينتمي خالد إلى قبيلة "بني مخزوم" أحد بطون "قريش" التي كانت إليها "القبة" و"الأعنة"، وكان لها شرف عظيم ومكانة كبيرة في الجاهلية، وكانت على قدر كبير من الجاه والثراء، وكانت بينهم وبين قريش مصاهرة متبادلة.
   وكان منهم الكثير من السابقين للإسلام؛ منهم: "أبو سلمة بن عبد الأسد"، وكان في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، و"الأرقم بن أبي الأرقم" الذي كانت داره أول مسجد للإسلام، وأول مدرسة للدعوة الإسلامية.
   وكانت أسرة خالد ذات منزلة متميزة في بني مخزوم؛ فعمه "أبو أمية بن المغيرة" كان معروفًا بالحكمة والفضل، وكان مشهورًا بالجود والكرم، وهو الذي أشار على قبائل قريش بتحكيم أول من يدخل عليهم حينما اختلفوا على وضع الحجر الأسود وكادوا يقتتلون، وقد مات قبل الإسلام.
   وعمه "هشام بن المغيرة" كان من سادات قريش وأشرافها، وهو الذي قاد بني مخزوم في "حرب الفجار".
وكان لخالد إخوة كثيرون بلغ عددهم ستة من الذكور هم: "العاص" و"أبو قيس" و"عبد شمس" و"عمارة" و"هشام" و"الوليد"، اثنتين من الإناث هما: "فاطمة" و"فاضنة".
   أما أبوه فهو "عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي"، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في "قريش"، وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام "قريش" في الجاهلية، وكان ثَريًّا صاحب ضياع وبساتين لا ينقطع ثمرها طوال العام.

  دخوله الإسلام:
   أسلم خالد في صفر للسنة الثامنة للهجرة، قبل فتح مكة بستة أشهر، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين، وذهب ليعلن إسلامه بين يدي الرسول صل الله عليه و سلم برفقة صاحبه عمرو بن العاص، وبدأ منذ ذلك الحين جهده و عمله الحثيث الكبير في نصرة الإسلام و المسلمين و نشر دين الله في الارض. وتعود قصة اسلام خالد الى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد، فقال: (أين خالد؟)... فقال الوليد: (يأتي به الله).
   فقال النبي: -صلى الله عليه وسلم-: (ما مثله يجهل الاسلام، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره)... فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده، فترك له رسالة قال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد... فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك، ومثل الاسلام يجهله أحد؟!... وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد - وذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه - ثم قال له: فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه، فقد فاتتك مواطن صالحة) .
   وقد كان خالد -رضي اللـه عنه- يفكر في الاسلام، فلما قرأ رسالة أخيـه سر بها سرورا كبيرا، وأعجبه مقالة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-فيه، فتشجع و أسلـم ورأى خالد في منامه كأنه في بلادٍ ضيّقة جديبة، فخرج إلى بلد أخضر واسع، فقال في نفسه: (إن هذه لرؤيا)... فلمّا قدم المدينة ذكرها لأبي بكر الصديق فقال له: (هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك).

  فتح الجزيرة العربية:
   كان خالد على مقدمة جيش رسول الله r يوم حنين، وجرح وعاده الرسول وبعد ذلك أرسله الرسول في أثناء غزوة تبوك[ر] إلى الأكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل في مهمة إتمام مد نفوذ المسلمين إلى الأطراف الشمالية للجزيرة فأسره وأحضره عند الرسول الذي صالحه على الجزية ورده إلى بلده.
   وفي سنة عشر للهجرة بعث الرسول r خالداً إلى بني الحارث بن كعب بنجران ليدعوهم إلى الإسلام، فأسلموا وعاد خالد مع وفدهم القادم إلى المدينة للمبايعة فأطلت فتنة الردة برأسها منذ شاع خبر مرض الرسول r واستشرت بعد تولي الخليفة أبي بكر الصديق الخلافة، وكانت الردة تمرداً قامت به بعض القبائل العربية التي لم يتجذر الإسلام فيها على سلطة المدينة للتخلص من الزكاة والتحلّل من الفروض الإسلامية أو تأثراً بالتحريض الخارجي. تصدى أبو بكر للردة بعزم وتصميم، وعبأ القوات لقتال المرتدين، واستعمل خالد بن الوليد على قتالهم، فأبلى خالد فيه بلاءاً عظيماً، وأخضع قبائل عدة عاصية، بيد أن خالداً أنجز إنجازه الكبير عندما قضى على ردّة بني حنيفة في اليمامة وعلى زعيمهم القوي مسيلمة الكذاب. وكان وأد هذه الفتنة إيذاناً بالقضاء على حركات الردة نهائياً واستتباب سلطة المدينة على الجزيرة العربية.

  فتح الإمبراطورية الفارسية:
   قام خالد بن الوليد بدور جليل في تدمير إمبراطورية فارس الكبرى وتدمير جيوشها وخاض بجيشه من خيرة الصحابة وعددهم ما يقرب من 18 ألف مقاتل مسلم حق معارك طاحنه مع جيوش الفرس نذكر منها معركة الكاظمة والابله والمزار واليس والولجه والأنبار وعين التمر وقد ظهر من عبقرية خالد العسكرية الكثير في هذه المعارك الكبيرة واستخدم من اساليب القتال وتكتيكات فن الحرب الكثير ونفذ استراتيجيات وخطط عسكرية عظيمة جدا تدرس حتى الان في الكليات والمعاهد العسكرية.

  معركة اليرموك:
   أعد الروم جيشاً ضخماً لملاقاة المسلمين يفوق قوى المسلمين مرات وبدا أن الصراع على الشام سوف يكون حاسماً، فأوعز الخليفة إلى خالد أن يترك جبهة العراق للمثنى بن حارثة ويتوجه إلى الشام دعماً للجيوش الأربعة. سار خالد بقواته من الحيرة إلى الشام فوصلها في مدة قياسية دلت على مهارته وانضم إلى قوات أبي عبيدة ورفاقه، ولكنه وجد أنَّ قتال الجند في الشام كان على تساند، أي على رايات شتى كل جند وأميرهم لا يجمعهم أحد وهم متضايقون بمدد الروم، فأوضح لهم أنه لا يجوز لهم مقاتلة الروم، وهم قوم على نظام وتعبئة (والتعبئة تقسيم الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة تحت قيادة قائد أعلى) بينما العرب على تساند وانتشار، وطلب من الأمراء أن يولوه قيادة الجيش، ونتيجة لذلك خرج خالد كما يقول الرواة في تعبئة لم تعبئها العرب قبل ذلك، فجعل القلب كراديس وعليها أبو عبيدة بن الجراح، والميسرة كراديس وعليها يزيد بن أبي سفيان، والميمنة كراديس وعليها عمرو بن العاص، وكان القلب يضم 16 كردوساً، بينما ضمت كل من الميمنة والميسرة عشرة كراديس وكل كردوس كان يضم ألف مقاتل وعلى كل كردوس قائد، وهؤلاء يأتمرون بأمر قواد الميمنة والميسرة والقلب، وهؤلاء بدورهم يأتمرون بأمر القائد الأعلى خالد بن الوليد، وبهذه التعبئة واجه خالد بن الوليد الروم في معركة اليرموك سنة 13هـ/634م، وهزمهم هزيمة منكرة وسحق معظم جيشهم وفر الباقون متراجعين عن أرض الشام، وهي معركة كرست خالداً بوصفه أحد مشاهير القادة العسكريين في التاريخ. وفي غمرة المعركة ورد أمر الخليفة عمر بخبر موت الخليفة أبي بكر، وبعزل خالد عن القيادة وتولية أبي عبيدة بن الجراح، فكتم أبو عبيدة الأمر حتى انجلت المعركة عن النصر، عندئذ تسلّم أبو عبيدة القيادة وعمل خالد بن الوليد بإمرته. واستمر خالد تحت قيادة أبي عبيدة واشترك في فتح دمشق، وأقام بعدئذ في حمص معتذراً للخليفة عمر عن تولي المناصب. وقد اختلف في مكان وفاته فمنهم من قال إنه توفي في قرية من ضواحي حمص، وآخرون قالوا بل توفي في المدينة، وهذا أرجح بناء على مشاركة نساء بني المغيرة في مأتمه وتزكية عمر له يومذاك، وبوفاته طويت صفحة بطل من أبطال الإسلام ورجاله المشاهير، وأحد قادة الحرب العظام.

  وفاته:
   وتوفي خالد في حمص في (18 من رمضان 21هـ = 20 من أغسطس 642م). وحينما حضرته الوفاة، انسابت الدموع من عينيه حارة حزينة ضارعة، ولم تكن دموعه رهبة من الموت، فلطالما واجه الموت بحد سيفه في المعارك، يحمل روحه على سن رمحه، وإنما كان حزنه وبكاؤه لشوقه إلى الشهادة، فقد عزّ عليه –وهو الذي طالما ارتاد ساحات الوغى فترتجف منه قلوب أعدائه وتتزلزل الأرض من تحت أقدامهم- أن يموت على فراشه، وقد جاءت كلماته الأخيرة تعبر عن ذلك الحزن والأسى في تأثر شديد: "لقد حضرت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء".
   وحينما يسمع عمر بوفاته يقول: "دع نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان، فإنهن لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي". 

  المعرفة
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات