المغيرة بن شعبة:
أبو عبد الله هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي (… ـ 50هـ) ولد في ثقيف بالطائف، وبها نشأ، وكان كثير الأسفار، أسلم عام الخندق بعدما قتل ثلاثة عشر رجلاً من بني مالك وفدوا معه على المقوقس في مصر، وأخذ أموالهم، فغرم دياتهم عمه عروة بن مسعود.
كُني بـ أبو عيسى، ويقال: أبو عبد الله. من دهاة العرب وذوي آرائها وهو من كبار الصحابة أولي الشجاعة والمكيدة والدهاء، كان ضخم القامة، عَبل الذراعين، بعيد ما بين المنكبين، أصهب الشعر جعده، وكان لا يفرقه.
قال عنه الطبري: كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجاً ولا يلتبس عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما وقال عنه الحافظ الذهبي: "من كبار الصحابة، أولي الشجاعة والمكيدة، شهد بيعة الرضوان، كان رجلا طِوالاً، مهيبا، ذهبت عينه يوم اليرموك، وقيل: يوم القادسية.
نسبه:
هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف "الثقفي".
المغيرة بن شعبة في الإسلام:
تولى أمر الكوفة حتى قتل عمر، فاستمر في عهد عثمان حيناً ثم عزله. اعتزل الفتنة أيام علي فلقيه عمار بن ياسر في سكك المدينة فقال له: هل لك يا مغيرة أن تدخل في هذه الدعوة فتسبق من معك وتدرك من سبقك؟ فقال: وددت والله أني علمت ذلك، وإني والله ما رأيت عثمان مصيباً ولا رأيت قبله صواباً فهل لك يا أبا اليقظان أن تدخل بيتك وتضع سيفك وأدخل بيتي حتى تنجلي هذه الظلمة ويطلع قمرها فنمشي مبصرين؟ قال عمار: أعوذ بالله أن أعمى بعد إذ كنت بصيراً يدركني من سبقته ويعلمني من علمته. فقال المغيرة: يا أبا اليقظان إذا رأيت السيل فاجتنب جريته.
بعض المواقف من حياة المغيرة بن شعبة مع رسول الله:
يقول المغيرة بن شعبة: «"بعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى رسول الله ليكلمه، فأتاه فكلمه، وجعل يمس لحيته، وأنا قائم على رأس رسول الله مقنّع في الحديد، فقال المغيرة لعروة: كُفَّ يدك قبل أن لا تصل إليك. فقال: من ذا يا محمد؟ ما أفظه وأغلظه!! قال : "ابن أخيك". فقال: يا غُدر، والله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس.".»
وشهد المغيرة بيعة الرضوان والمشاهد بعدها، ولما قدم وفد ثقيف أنزلهم النبي صلى الله عليه وسلم عنده، فأحسن ضيافتهم، وبعثه عليه الصلاة والسلام مع أبي سفيان بن حرب بعد إسلام أهل الطائف فهدما اللات. ولما دفن النبي صلى الله عليه وخرج علي من القبر الشريف ألقى المغيرة خاتمه وقال: يا أبا الحسن خاتمي، قال: انزل فخذه قال المغيرة: فمسحت يدي على الكفن فكنت آخر الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم. وحين تولى الصديق الخلافة أرسله إلى أهل النجَير. ((حصن منيع باليمن لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس)).
بعض الأحاديث التي نقلها عن النبي:
عن عبد الملك بن عمير، عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة، قال: أملى علي المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية أن النبي كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: «"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".»
وعن المغيرة بن شعبة قال: «"كسفت الشمس على عهد رسول الله يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم. فقال رسول الله : "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله".»
وفاته:
توفي المغيرة بن شعبة بالكوفة سنة خمسين للهجرة، وهو ابن سبعين سنة.
ويكيبيديا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق